كيف أصبحت شركة جوجل أكبر محركات البحث العالمية؟

Share Button

g

 

في أواخر التسعينيات لم تكن محركات البحث القديمة مناسبة للإستخدام الآدمي تقريباً وذلك لعدم صلة نتائج البحث بالعمليات التي تمت من خلال المحركات المختلفة وانتشار النتائج الغير مرغوب بها على شبكة الإنترنت وقبل ظهور شبكة الوبي العالمية في عام 1998 وحتى قرابة نصف عقد من بعدها لم يجد مزودي خدمات البحث إجابة على المشاكل المتعلقة بالنتائج الغير مرغوب بها أو عملية التلاعب على محركات البحث والتي تعرف بإسم السيو أو تهيئة محركات البحث.

بدأت شركة جوجل كمشروع عرف بإسم BackRub بواسطة كل من لاري بيج وسيرجي برين في عام 1996 وكان من أهداف المشروع إحداث ثورة عارمة في عمليات البحث وذلك عن طريق استخدام طريقة الترتيب القياسية من أجل تحسين صلة نتائج البحث.

تدور طريقة الترتيب والمعروفة بإسم الترقيم الإستشهادي حول فكرة ارتباط المواقع ببعضها البعض مما يعزز من ثقة المحتوى الذي يتم تقديمه خلال صفحات الموقع وتعتبر هذه الروابط بمثابة تصويت على كفاءة المحتوى وتساهم الروابط النصية في أرشفة المواقع التي تقوم بمشاركتها.

بالطبع كانت هذه التقنية الجديدة مثيرة للإهتمام وهذا ما دعى برين وبيج إلى محاولة بيعه لمنافسيهم بعالم محركات البحث وذلك بقيمة 50 ألف دولار ولكن لم يهتم أحد بذلك، انطلاقاً من هذه النقطة واصل برين وبيج في تحسين تقنية البحث خاصتهم وبحلول عام 2000 أصبحت شركة جوجل أكبر محركات البحث العالمية.

كيف أصبح محرك البحث جوجل أفضل الحلول المطروحة (ولماذا لايزال كذلك؟!)؟

لعل “القدرة على التكيف” هي أفضل ما يمكننا وصف طريقة جوجل في بقائها لفترة طويلة على قمة محركات البحث حيث كلما استطاع المسوقون ومختصوا التعامل مع محركات البحث التعرف على  طريقة ترتيب جوجل للمواقع فإن جوجل تقوم بتغيير الطريقة مرة أخرى وعندما بدأت التقنيات الجديدة مثل شبكات التواصل الإجتماعي في لعب دورها الحديث في ترتيب المواقع المختلفة قامت شركة جوجل بإدراجها خلال خوارزميات البحث المختلفة أي كلما تغيرت البيئة الإلكترونية المحيطة بمحركات البحث كلما تغيرت معها سياسات جوجل وطرق التوصل إلى نتائج البحث.

كيف تربع جوجل على عرش محركات البحث؟

يقوم محرك البحث جوجل بمشاهدة وتحليل وتطوير مستمر ومن خلال الإستفادة بالكميات الهائلة من البيانات التي يتم جمعها من جميع منتجاتها الإلكترونية الموجودة بالساحة التقنية العالمية، هي قادرة بشكل مستمر على تقديم أفضل المنتجات وأكثرها أهمية بالإضافة إلى سهولة استخدامه عند المقارنة بكثير من المنافسين.

إلى أي مدى سيكون مستقبل عمليات البحث؟

بينما تسيطر جوجل على معظم عمليات البحث حول العالم وعدم وجود أية منافسين بأفق عمليات البحث المختلفة تستطيع انتشال جذور جوجل المترسخة عند الكثيرين، إلا أننا نؤكد على أن العالم التقني عالم متغير بطريقة غريبة ولا يسعنا إلا أن نقول أننا سنظل نصفق فقط للأقوى والأقوى في وجهة نظر المستخدمين هو ما يقدم نتائج ذات صلة بالواقع ويحسن دائماً من طريق الوصول لنتائج بحث مرضية.

فهم طريقة تفكير المستخدمين وتقديم الويب الدلالي

تقوم محركات البحث بما في ذلك جوجل بالبحث عن طرق عديدة للوصول إلى نتائج مرضية مبنية وبشكل كبير على مدى توافق صفحات الويب مع الكلمات التي يتم البحث عنها، فمحركات البحث جوجل وياهو وبينج يحاولون جميعاً الوصول إلى تحسين أفضل لنتائج البحث وفهم مدلول الكلمات التي يتم البحث عنها وهو الأمر المعروف بالبحث الدلالي.

على سبيل المثال، إذا كان المستخدم يبحث عن “أفضل المأكولات البحرية” فإن نتائج البحث القديمة كانت تعتمد إعتماداً كبيراً على الكلمات الرئيسية في عمليات البحث لكن الآن الأمر تغير من التركيز على الكلمات إلى فهم لمدلول تلك الكلمات وفهم ما وراء الكلام لتحقيق الوصول إلى عملية البحث المثلى، في هذه الحالة من المرجح أن المستخدم يبحث عن أفضل المطاعم القريبة التي تقدم أفضل المأكولات البحرية. الأمر ليس بهذه السهولة التي تعتقدها ففهم الإستفسارات من بين الملايين من النتائج أمر معقد للغاية وهو ما تسعى إليه جميع محركات البحث.

تركيز أكبر على موقع المستخدم

يعتبر المثال الذي تم تناوله سابقاً واحداً من الأسباب الرئيسية الذي يبين مدى أهمية الموقع، فبالطبع لن تبحث عن المطاعم الموجودة بدبي وأنت مقيم بالقاهرة (إلا إذا قمت بإضافة دبي ضمن نتائج البحث). تغيّر عمليات البحث القائمة على الموقع من كل شئ خاص بالعملية التي تتم وتستخدم موقعك من أجل تحقيق أقصي صلة لنتائج بحثك.

يعتبر عام 2015 هو العام الأول منذ بداية التاريخ الرقمي الذي تتزايد به أعداد الأجهزة المحمولة والمكتبية بشكل مثير للدهشة ومازال في تزايد مستمر، في الحقيقة تقدم الكثير من حركات المرور الرقمية عبر الويب والتي تتم عبر الهواتف الذكية نتائج ذات صلة بشكل كبير، بفضل التغير في الوقت الذي نعيش به فإن من المهم أن نصل إلى تجربة ممتازة لمستخدمي الهواتف المحمولة.

وقد تصدت شركة جوجل لهذا التغير المفاجئ بتعديل في خوارزميات البحث الموجهة للهواتف الذكية والتي تقوم بإخفاء للمواقع التي لا تتجاوب بشكل مناسب مع واجهات أجهزة الهواتف المحمولة وهذه الخاصية موجهة فقط لمواقع أجهزة المحمولة وذلك لتعزيز تجربة المستخدم في الهواتف المحمولة والبحث عن مزيد من الإبتكار.

يعد محرك البحث ياهو هو ثاني أكثر المحركات الإلكترونية تركيزاً على الهواتف المحمولة حيث قامت ماريسا ماير والتي تشغل منصب المدير التنفيذي للشركة والتي وصفت بنشاطها الذي لا يتوقف بتحول تام في تركيز الشركة وجعل منصة المحمول هي المنصة الأولي في الإهتمام.

الهيكل المعرفي

قامت كلاً من شركتي جوجل وبينج بالإستثمار بشكل كبير في الإستفادة من قواعد البيانات الضخمة وذلك لتقديم سعات سريعة من المعلومات حول كلمات وجمل معينة، من أجل تحسين تجربة المستخدم قامت كلى الشركتين من محاولة القضاء على الخطوات الإضافية التي سيتخذها المستخدم للحصول على المعلومات وذلك بدلاً من الإعتماد على الهيكل المعرفي المعهود.

على سبيل المثال، تقوم الأفلام، أسماء المشاهير والإستفسارات المبنية على موقع المستخدم بالتمييز ما بين المعلومات من خلال العملية التي تتم خلال الجزء الأول من الصفحة أو ما يسمي بالمعلومات الوصفية وبذلك توفر عليك الكثير من الخطوات التي قد تضطرها للبحث أكثر عمقاً خلال نتائج البحث أو زيارة الكثير من المواقع للوصول إلى مبتغاك.

تعتبر هذه الخطوة خير دليل على التأثير الكبير الي يتم من خلال الهاتف المحمول فضلاً عن خدمات البحث الصوتي (الذي تقدمه شركتي أبل وجوجل من خلال سيري وجوجل ناو على التوالي) والتي تعتمد عليها معظم عمليات البحث لإسترجاع المعلومات الحصرية المتعلقة بعمليات البحث المختلفة.

العثور على طرق جديدة لتحسين خوارزميات البحث

لا يخفى على الكثير منا الحرب القائمة بين محركات البحث والتي اندلعت بشأن الوصول إلى أكثر صلة لنتائج البحث، في محاولة لكل واحد منهم ليكون الأفضل فإنه يتعين عليه تحقيق أسرع وأكثر نتائج صلة خاصة بعمليات البحث وعلى هذا النحو تتغير الخوارزميات الخاصة بعمليات البحث باستمرار في محاولة منها للحق ركاب المحركات وإيجاد مقاييس جديدة للوصول إلى نتائج أفضل.

تعتبر خوارزمية درجة الثقة في المحتوى والتي تبحث في صحة المحتوى أكثر من تكراره خير دليل على تحسين خوارزميات البحث وبالرغم من ذلك فإن شركة جوجل قد نفت بشكل قاطع أي نية لإستخدام هذه الخوارزمية في المستقبل القريب.

المصدر: http://www.arageek.com/

Share Button

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!